الانسحــــاب
صالون مهترئ وجسد هزيل يختبئ وسط جلبابه، يصنع ركنا مريحا براحة يده و يلوح هائما بين جنبات مخيلته ترطمه اطلال أحلام الماضي البعيد و يدفنه ببطء قاتل فتاتها . مطولا تحت رحمة هده النظرات لا يفكر بشيء جديد فلا وقت هنا للوقت ، كالمحكوم بالإعدام لا وقت له لتخيل المستقبل ، الا بعض شذرات الماضي التي لا تكف عن زيارته كل ما انفرد وحيدا بنفسه. في السبعين من عمره، يتكور داخل جلبابه يجلس القرفصاء في الزاوية ويترقب شبح المارة من على الشرفات، كالأرواح الهائمة هو يهيم في اللاجديد، هنا في المنفى، هنا في البيت... في السبعين من عمري. محارب قديم، زوج قديم الطراز، وصديق لأربعة رفاق، لا غذا لي، ولا ترغب الالهة في التوضيح، سوى فيروس لعين يقطع طريق العابرين، لا أدين للحياة بشيء غير ثياب محارب قديم، كنت قد ورثتها لأبنائي بعد سن العشرين.. مازلت اخلد في الذاكرة تفاصيل حلم مضى، حتى قاطعتني نظرات الشفقة من زوجتي وهي تتحسس جيوبها، تريد ان توصل لي شيئا شامخا لا تصله الكلمات، فلم تجد له سوى الايماءات، فلا تجهدي نفسك يا زوجتي في التعبير. انهيت حفلة التنكر هذه، ناولت قفتي من على الدرج العلوي بعد ان ذكرني الالم برفيق