قراءة في ديوان أناديك قبل الكلام للشاعر ابراهيم قهوايجي
إراتو( قراءة في ديوان الشاعر ابراهيم قهوايجي
"أناديك قبل الكلام" )
قوي هو الموت كالحب، »
قوي هو الشعر كالموت »
فكما كانت تُصور إيراتو و هي تحمل غيتارتها ، لامسنا غيتارتك و عزفك و شجي ألحانك مع كل حرف مع كل كلمة ، سمفونية قصائدك من حبيبة فوق العادة إلى سكرة لاحت بنا إلى دفءٍ ، إلى حلم و غيومٍ إلى الزرقة الحالمة في لوحة الغلاف ، فكما عبر عبد الحليم حافظ عن لذة المشاعر الغابره و الحب الصافي ، تاركاً لنا سجلا حيا لأخلص المشاعر و أصدقها ؛ و أصدق القول حينما أقول أنك كنت خير من حمل لواء الغزل و الايماء و البراعة في الوصف بعده .
أناديك قبل الكلام – والكلام هنا هو الحب – هذا الديوان قدمه إبراهيم قهوايجي بمثابة إعتذار عن بشاعة العالم ، كأنه ينعزل بنا من صخب و ضجيج الحياة ، و السفاهة الإلكترونية و الواقع الذي أحكم تصويره حين قال :
و الغابة التي أسكنها
لا يعبرها
سوى الموتى ،
الذين خرجوا من قبورهم
سهوا،...
فيأخدنا في رحلة من الشعر الغزلي البرئ على جناحي فراشة ، بين ستة فصول من أصل سبعة عشر قصيدة جمعت بين لذة الحب و همومه ، و حرقة الشاعر و جنونه ، فإذا أراد القارئ أن يعرف النوتة السائدة في الديوان فلن يجد سوى نوتة الاحساس و الانكسار ، و الإبحار في سفن الحزن و الفرح في بعض الأحيان .وفي الليليعشق الشاعر الإبحارملوحا في الفضاء "أحمد بقاليبعيون گلاكسيةٍ كونية ، يبحر بنا الشاعر بين مختلف المواضيع فيضم الديوان قصائد عديدة مازجت بين الخيانة ، الهجر، الهيام ، الغياب و لهفة الانتظار فنجد الشاعر يعالجها في قصائد حرة ، انسلت من قيود الشطريين و نظام القافية و الروي مما يسهل للشاعر الابداع و التفنن و الحرية في تناولها . ولا يمكن الحديث عن شعره دون التطرق إلى جمالية اللغة ، وحسن إختيار الكلمات و التعابير التي تلامس شغاف أحاسيس القارئ و تساعده على رسم و تصوير القصيدة دون حصرٍ او تقييد لفهمه و خياله .
"لغزة في عيني هوىً فَضائحُ..وردة سالَ حولَها سهلُ الكلام.و جراحُ."إلى جانب ما تضمنه الديوان من كتلة أحاسيس و مشاعر حية ، ضم أيضا صرخة سلام إلى أرض البرتقال الحزينة إلى غزة الأسيرة ، فنجده يعالج بأسلوب المتنهد الثائر هموم شعبها ، وفتات أطلالها و مجدها ، و بهذا يضيف إبراهيم قهوايجي الجانب الإنساني الاجتماعي الوطني إلى مختلف الجوانب التي أضاءها.كان قد تساءل نزار قباني قبل عقد من الآن متى يعلنون وفاة العرب ؟ - متى يعلنون وفاة الحب و الشعر و الفكر - ؟؟
فالجواب في كتابات قهوايجي فهي صرح أبدي للفن و الشعر .
وفي رثاء أخير لك أقول :كتاباتك فتات خبز من سماءونحن الجائعون المتعطشونللفناء،..أمطر أمطر يا ابراهيم ُ بعضالموشحاتبعض الحب الصافي وجميل العشق و الشقاءسئمنا ، سئمنا يا ابراهيم ُشعر الحرية و التمرد و نحن في حروب ْغرد لنا تغريدة الشاديفي الشجون ،و لو كنا في سجون ،..فكلماتك اعتذارو صوت الخلاص الاخير ،....
عبير بن المختار فتحوني
x
تعليقات
إرسال تعليق