المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠٢٢

بريد المدينة (هايكو)

صورة
تحت أشعة الشمس  يحضن الفلاح محاصيله بدفء لتصحوا توقفَت، الساعة التي وضعتها أمام صورتك كلما مررتُ بجانب منزلنا القديم بقوةٍ أمسكتُ يدي تلك التي تعودتْ على الطَّرق في المرآة، أراك أنا التي تحثُ نفسها على هيئتك في الظل، صورة الرفيق التي تعودت المشي بجانبه المعطف في الخزانة، لازال ينتظر الشتاء منذ أن رحل جدي من نافذة الحافلة، أجمع الوعود، التي تركناها على كراسي المدينة كلما أراد المتشرد النوم تمنى لو انطفأت المدينة سائق متقاعد، يجلس في المحطة ينتظر نفسه يدي التي لم تستطع إسكات عقلي تجرني كل ليل إلى المكتب اللافتة التي تحمل اسم ” الحرية “ استعمرتها الحمامات الهاربة على أربع أرجل يعلم الكلب الأنحاء للمتسول اللافتة فارغة وجهكَ، وحده كافي للفت الانتباه فُرجة في الشارع رجل بائس يبيع نفسه للضحك بجلبابه يمشي كل صباح في الحي الفرنسي معلنا الاستقلال على أسلاك الكهرباء تعلم الطيور النظام لأهل المدينة

أخبروا الراحلين أن يعودوا

صورة
أخبروا الراحلين الذين يضمحلّون كلَّ ليلةٍ خلف سوادِ الليل أنَّنا سئمنا من لعبِ الغُميّضة وأنَّنا نهتفُ بالغمض منذ تلك الليلة وكلَّ ليلة أخبروا الهاربين تحت جُنح الظلام، طرائد الليل أنَّ الهزيع من الليل قد نَضب، وحلَّق طائر الكرى فوق أجفاننا هجع القمر الساهر على انتظاراتنا يشيع آمالنا كصلاةٍ لم تُتلَ، كقطارٍ تاهَ عن المحطة كأرضٍ بوارٍ صوَّح نبتها وهي تنتظر لا زلنا ننتظرُ وعند كلِّ طرقةِ بابٍ نُسابق الخطوات وحين يتوارى الغلس نعودُ إلى لحدنا نملأ مسدساتنا بفُتات الخبز المُلقى على أسرّتنا أخبروا من يهرب عند كلِّ ليلة نأمةً نأمة تحت المصابيح الخافتة أنَّه ضوى وأن النجوم الساهرة نامت وضحى النهار فلا تمشي حافياً المذياع صمّت والشوارع الطويلة تناءت أخبروا التائهين منهم أنهم نسُوا وأننا لا ننسى سنعيش طويلاً ولكنكم تكبرون بسرعةٍ سنسيل إليكم جثةً جثة كسلعةٍ كاسدةٍ سنتكدَّسُ تحت وارف ظلالكم وعندما أتخلص من ظلال الطفولة أريد أن أكون زورقاً وأبحر بعيداً عن الباب الموصد وحين يسألني أحد عن حلمي، أخشى أن أقول أنَّني أحلم كلَّ ليلة بأني ذراع وأَحتضنني فلم أعد أنتظر لكن أمي تنتظر مني أن أصير شيئاً أن أصي