المشاركات

عرض المشاركات من 2019

مِيعَادٌ..!

صورة
هذا هو ميعادي ، ميعاد الرحيل ، ميعاد الاغتراب ، ميعاد الالم ... دق جرس الكنيسة المقابلة صوت القطار،  آذان الرحيل،.. فحي على العدم ، حي على الرحيل هذا هو ميعادي ذكرى الطرد تعاد أنا اليهودي الذي طرد من فرنسا  أنا المورسكي على ضفاف الموكادور أنا زهرة من فلسطين طردتني رصاصة الإحتلال إلى اللاوجهة أنا الحنين ، الشوق ، أعقاب السجائر ، و بقايا الاغاني التي كنسها عامل المقهى، أنا الغيمة التي ضلت طريقها إلى البيت ، لهذا أبكي في السماء بكايا يسمع في الأفق  ولا أفق في الفضاء ... كل الأراضي وطني ، و وطني قصيدة و كأس خمر  القصيدة ترجمت إلى اللاتينية !  فصرت غريبة عن قصيدتي ، عن وطني  و كأس الخمر سقط  سقط سهوا على رؤوسنا  سكرنا ، ضعنا ، تشردنا ، و أسكتنا ... القصائد لأبناء فرنسا . أما الخمر لأبناء الوطن المباع ، المكترى ، المنسي... هذا هو ميعادي ! هذا هو ميعاد الرحيل الريف الذي احتضن جدي  تربته تطردني اليوم ... أنا الوحيد في الفراغ أنا الوحيد. جناحيا تكسرا بالتنقل أنا المنبوذ من جنة الاستقرار أنا كل المحطات أنا شاهدة القبر التي

قراءة في ديوان أناديك قبل الكلام للشاعر ابراهيم قهوايجي

صورة
إراتو( قراءة في ديوان الشاعر ابراهيم قهوايجي  "أناديك قبل الكلام" )    قوي هو الموت كالحب، » قوي هو الشعر كالموت » فكما كانت تُصور إيراتو و هي تحمل غيتارتها ، لامسنا غيتارتك و عزفك و شجي ألحانك مع كل حرف مع كل كلمة ، سمفونية قصائدك من حبيبة فوق العادة إلى سكرة لاحت بنا إلى دفءٍ ، إلى حلم و غيومٍ إلى الزرقة الحالمة في لوحة الغلاف ، فكما عبر عبد الحليم حافظ عن لذة المشاعر الغابره و الحب الصافي ، تاركاً لنا سجلا حيا لأخلص المشاعر و أصدقها ؛ و أصدق القول حينما أقول أنك كنت خير من حمل لواء الغزل و الايماء و البراعة في الوصف بعده . أناديك قبل الكلام – والكلام هنا هو الحب – هذا الديوان قدمه إبراهيم قهوايجي بمثابة إعتذار عن بشاعة العالم ، كأنه ينعزل بنا من صخب و ضجيج الحياة ، و السفاهة الإلكترونية و الواقع الذي أحكم تصويره حين قال : و الغابة التي أسكنها لا يعبرها سوى الموتى ، الذين خرجوا من قبورهم سهوا،... فيأخدنا في رحلة من الشعر الغزلي البرئ على جناحي فراشة ، بين ستة فصول من أصل سبعة عشر قصيدة جمعت بين لذة الحب و همومه ، و حرقة الشاعر و جنونه ، فإ

بجماليون ( رؤية أخرى)

صورة
المشهد الأول : الولادة  (إنه بجماليون كعادته ، يتجول ليلا في أزقة أثينا باحثا عن حانة تخلو من تلك الروح الشيطانية التي تسكن ذاك الجسد يسمونهم النساء)  بجماليون : إنهم أكثر من الآلهة (يقولها و هو يختلس النظر من احدى نافذة حانة ) (يتقدم نحاثنا هذا ، شاحبا ، مستنزفا لآخر جرعات إلهام لديه، راجيا في أن يسقى بكأس خمر يصعد به إلى الأعلى ، هناك حيث ديونيروس ربما يحدثه عن الجمال ، او الكمال ، و ربما يجد عنده إلهامه الذي فقده ، ربما يجد عنه شيئا من تلك الأشياء التي تجعله يحول تلك الصخرة القابعة في وسط فناءه إلا فن ، إلى جمال و كمال ، يحمل مسافرنا الباحث عن الكمال كأسه ، و كأنه ترنيمة يرددها أثناء كل رشفة ، بعدما أنهى قنينة و ثلاثة كؤوس التحم بديونيروس إنه الفنان-الآلهة )  (يعود فناننا-الآلهة إلى بيته ، بيت مظلم ، شاحب ، ملئ بالاجساد و الملائكه الفاقدة الروح ). بجماليون : إنني أشعر به ، إنني أحسه ، إنني أسمعه (متجها نحو صخرته الرخامية بت أسمعك الآن ، أنت هنا سأحررك ، سأكسر هذا الرخام الذي يقيدك ، أنت حرة بعد الآن ،.... (يبدو أن الترنيمات قد وصلت و ثم استجابتها ،