يشبه الهجرة إلى حد كبير

 






 

يشبه الهجرة،

 أن أستيقظ كل صباح وأسأل أين الوطن

أين حقول الشاي، ورائحة الصباح، والسكارى على الرصيف

أين الشمس، وأصوات النحيب

أن أبحث عن أغاني الصباح،

وأحاول تقليد عاداتي القديمة

أن أبحث عن ظلال رفاقي القدماء

وأخاطب الله بلغة ثانية

وأدعوا ألا أنسى العربية

ألا أشعر بلسان وأكتب بلسان آخر

ورغم أن يبللني المطر

ووسط البرد، وزينة الميلاد

أدعوا الله ثانية أن ينتهي الصيف

وتمطر السماء

فلازلت أشعر بخيبة الفلاح

 

يشبه الهجرة،

أن أحمل المفتاح

وأخرج ليلاً لأبحث عن البلاد

ورغم كل تشاؤمي ووحدتي،

 أجامل المارة وأتمنى لهم مساءً سعيد

أن أحب رجلا غريب

وأحاول أن أتشبه به

فأتوه حوله

وأضيع عن نفسي وعن الوطن

وأغترب للمرة الثانية

ورغم كل احتياطاتي،

والحروب التي خاضها جدي

والجنود على الحدود

لازلت حوله

وها هو الوطن قد احتل للمرة الثانية

وبعد كل هذه الخيبات

أردت أن اكتب قصيدة

فنسيت جل الكلمات

فخنت اللغة، والوطن وانتصارات جدي

وها أنا الان

لا أشعر سوى بالوحدة، والخيانة، والفراغ

الفراغ،

الفراغ الذي يشبه الهجرة إلى حد كبير


-عبير فتحوني-

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بريد المدينة (هايكو)

هل أحدثك عن الخريف ؟